الشَّيْخُ يوسف اغا الْجِرَارَ " سُلْطَان الْبَرِّ"( 1772م- 1808م):
الشَّيْخُ يوسف عَلْمٌ مِنْ أَعلَامِ الْإِصْلَاحِ و الرّبَاطَ و الْجهَادَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِهِ.
كَانَ مَنُّ أَبِرُزِّ قَادَة بِلَاد الشَّامِ الَّذِينَ دَافَعُوا عَنْ أَرْض الْإِسْرَاءِ، فَقَد قَامَ بُدورُ مُمَيِّز فِي قِيَادَة الدِّيَارِ النّابُلْسِيَّةِ و اللَّجُّونَ فَتُوُحِّدَتْ الصُّفُوفُ فِي صَفّ وَاحِد تَحْتَ لوائة, وَقَامَ بِتَحْصِينِ قلعة صانور وَاِسْتَمَالَ جَمِيعَ الْعَائِلَاتِ وَالْعَشَائِرَ لَهُ مِمَّا كَانَ يُمَيِّزُهُ بِسِيَاسَتِهِ الْحَكِيمَةِ و الْكَرِيمَةَ و الْعَادِلَةَ، أَنَهَّى اِحْتِكَارُ و تَسْلَطَ رُموزُ الاقطاع الزِّرَاعِيَّ عَلَى رِقَاب الْفَلَاَحَيْنِ فِي أَرْيَاف نابُلُسٍ و اللَّجُّونَ، وَوَقْف فِي وُجِّهَ نابِلْيُونُ، الَّذِي هَزْمٌ أَرَوَّبَا وَأَحْتَلُّ مُصِّرَ وَتَوَجُّهُ الى بِلَاد الشَّامِ لِيُقَيِّمَ دَوْلَةُ لِلْيَهُودِ فِي بَيْت الْمَقْدِسِ، فَحارَبَةُ الشَّيْخِ يوسف فِي ثَلَاث مُعَارِكٍ وَأَجْبُرُهُ عَلَى الْاِنْسِحَابِ مِنْ أَرْض الاسراء، فَفَشِلَتْ مُهِمَّتُهُ وَتَأَخُّرُ قِيَام دَوْلَة إسرائيل مِئَة و خميسن عَامًّا،،،
رَحِمَكَ اللَّهُ يا ابا داوود
* اللَّجُّونَ: بلدة في مرج ابن عامر كانت مقرا لمتسلمية منطقة جنين
هو يوسف بن محمد الزين بن جرار شيخ جبل نابلس* من عام 1770-1808م وينتسب إلى قبيلة الشقران الأزدية التي اتخذت من قلعة القسطل في البلقاء مقرا لها. وفي أوائل القرن الثامن عشر غادر والده محمد الزين القسطل متوجها إلى منطقة جنين بفلسطين، وصار أميرا على الجون في مرج ابن عامر* ثم بدأ بتأسيس قلعة صانور* وجعلها قاعدة له.
بعد وفاة الشيخ محمد الزين تولى الامارة ابنه الشيخ يوسف، فعينه السلطان العثماني عام 1770م متسلما لجنين. وفي عام 1774م أصدر السلطان أمرا بتعيينه متسلما على سنجقي نابلس وجنين. فجمع بين المتسلمتين (نابلس وجنين) ثمانية عشر عاما، وأصبح شيخا لجبل نابلس، وأطلق عليه اسم “سلطان البر”.
كان الشيخ يوسف يتمتع بصفات جعلت جبل نابلس بأكمله يلتف حوله ويرى فيه الأنموذج الطيب للحاكم الصالح الذي يحمي شعبه من الظلم ويسهر على راحته. وأبرز هذه الصفات: العدل والحكمة، والشجاعة والارادة القوية، والتقوى والاستقامة، والكرم واغاثة الملهوف، والعلاقة الطيبة مع كثير من الولاة والحكام في بلاد الشام، ومع السلطنة العثمانية، العلاقة المبينة على التقدير والاحترام.
وكانت أبرز أعماله: تحصين قلعة صانور لتكون قاعدة لجبل نابلس، وحصنا يمتنع به أبناء الجيل في الأزمات. وتوحيد جبل نابلس في صف واحد وحمايته من الغزاة والطامعين، ونشر الأمن والعدل في ربوعه، والبال في سنين الجذب والمجاعة (1786-1788م) لتخفيف قرب الناس.
ومن أهم تلك الأعمال مقاومة الحملة الفرنسية التي اجتاحت فلسطين عام 1799م، واحتلت مدن الساحل وحاصرت عكا*، ورابطت فرقة منها بقيادة كثير مرج ابن عامر. فقد قام الشيخ يوسف بطلب النجدات من قبائل فلسطين والأردن، وأرسل نجدة إلى عكا وأخرى إلى يافا*. وقاد جموع جبل نابلس – ومعه مشايخ الجبل – التي بلغت سبعة آلاف مقاتل، إلى مرج ابن عامر، والتفوا بالنجدات الأخرى، وبقوات السلطنة العثمانية التي قدمت من الشام. وبدأوا يهاجمون قوات كثير بين بلدة الفولة وجبل طابور في 16 نيسان/أبريل 1799م، ويضيقون عليها الخناق، وكانت تستسلم بعد نفاذ ذخيرتها لولا نجدة نابليون لها. كما قامت جموع جبل نابلس بمقاتلة قوات نابليون في عزون ووادي قاقون، وكان لها دور في هزيمة تلك القوات وانسحاب نابليون عن أسوار عكا.
وبقي الشيخ يوسف متسلما لنابلس وجنين إلى أن توفي سنة 1808م.
أحمد باشا الجزار يستنجد بالشيخ يوسف الجرار
على ما يقول المجاهد الذي فاض ما بو بـدمـع جـرى مـني على الوجنات
ولا يـخـلق الرحمن أفضل من النبي الـنـبـي الـهـاشـمي سيد السادات
يـا غـاديـا مـنـي عـلى صيدحية تـجِـدّ الـسـرى لا تـأمن السروات
ربـاعـيـة لاضـمّـهـا مـايل العبا تـسـبـق هـبـوب الـريح بالفلوات
تـهـدي هـداك الله خـذ لي رسالتي مـرقـومـة بـالـخـط من العبرات
اقـطـع بـهـا مـرج بن عامر وقبِّلْ تـلـفـي عـلـى بـلاد بها نخوات
تـلـفي على جينين مع رايق الضحى تـلـقـى بـها علالي وقصور مبنيات
طـق الـهـا بـالـسرع لا تأمن الونا قـبِّـلْ عـلـى صـانـور فيها وبات
تـلـقـى بـهـا سبع الفلا سيد الملا لـسـنـيـن الـغلا صيطو علينا فات
قـل له لا تحفظ الزلات يا طالب الثنا مـضـى الـذي مـضى زمانه وفات
أجـتنا الفرنساوي شبه الجراد والحصى سـلاطـيـن سـبـعة مع سبع كرات
بـريـد مـنـكـم فـزعـة عـامرية يـوم الـوغـا مـا اتهاب من شوفات
تـنـطح كراديس الافرنج في جموعكم تـخـلـي عـيـون الـكفر مطفيات..
فرد سلطان البر الشيخ يوسف الجرار على قصيدة والي عكا بقصيدة من نفس النمط،
قـال ابو داود من فؤاد مغرمات .... بـحـس بـقلبي لهيب اللاهبات
عـلـى مـكاتيب أجت من بعيد .... مـن افـنـدينا لفين أمير شمّات
فـضـيتهن انسر علي خاطري .... قـريـتهن نزلن دموعي ساكبات
مـلـة الـكفار أجونا صايلين ..... مـرادهم يدعوا الجوامع داثرات
يـا جـمـيل الستر لا حاط البلا ..... يـا مـهـيمن انت رب الكائنات
آل طـوقـان اسـحبوا لسيوفكم ..... واعـتلوا لسروجهن هل غاليات
آل الـنمر ها النمورة الكاسرات ... عـدلـوا صـفوفكم هل باسلات
مـحـمـد العثمان اجمع للرجال .... حـضر الأبطال من كل الجهات
احـمـد الـقاسم يا ليث جسور ..... أنـت قيدوم الصفوف الماشيات
الـجـيوسي أسد في يوم الطراد .... حامي الزينات صور المحصنات
نـوض يا عطعوط لا تعطي ونا ... مـحتزم عالحرب في عكا بنات
احـمـد الـجابر يا ليث البطاح .... أسـد ثـابت في نهار الموزمات
وانت يا غازي وغازي المشركين... بـيع روحك في مجال الصافنات
أولاد صـالح هل أسود الغانمين .... بـايـعـين ارواحهم هل غاليات
عـبد الهادي نوض لا تعطي ونا .... انـت كـسار الجموع الماشيات
يـا نـوابـلسه نوضوا اجمعين .... نوضة العقبان من الجو خاويات
سـيـروا على عكا جميعا كلكم ... لازمـون الـشـر في عكا بنات
ودعـوا حـريـمـكم يا مسلمين ... كـلـنا اسلام على الدين الثبات
مـن قـتـل مـنـا فـهذا يومه .... مـن سـلم منا حظى بالفاخرات
والـطـموهم لطمة الزير العنيد .. مـثل عنتر في زمان الجاهلات
قـال ابـو داود من قلب شجيع ... مـا بقى على الحرب الا الثبات
فهبت كل العشائر الفلسطينية للدفاع عن مدينة عكا، ليهزموا مع والي عكا
جيوش نابليون التي كان يسمى اناذاك الجيش لذي لايقهر بقياده المرحوم بأذن الله يوسف الجرار
رحم الله شهداء المسلمين
المراجع:
الاستاذ الاديب : حسني ادهم جرار 2016م
احسان النمر: تاريخ جبل نابلس والبلقاء ج1، مطبعة جمعية عمال المطابع – نابلس، 1975م.
أكرم الراميني: نابلس في القرن التاسع عشر، مطابع دار الشعب – عمان، 1979م.
حسني جرار: جبل النار تاريخ وجهاد، دار الصياد – عمان – ، 1990م.
حيدر الشهابي: الغرر الحسان في تاريخ حوادث الزيدان، دار الآثار -بيروت، 1980م.
عادل مناع: أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني 1800 – 1918م، جمعية الدراسات – القدس، 1986م.
محمد عزة دروزة: العرب والعروبة في حقبة التغلب التركي، ج5، المكتبة العصرية، بيروت، 1981م.
الموسوعة الفلسطينية

09/03/2018 11:44 pm 3,112