.jpg)
ولد البرفسور عادل جرار عام 1932 في جنين وتلقى تعليمه الأولي في كُتّاب قرية البارد (الهاشمية الآن) الواقعة إلى الغرب من جنين في فلسطين، ثم التحق بالمدرسة النظامية في قرية برقين الواقعة بين جنين والبارد، وأنهى فيها الصف الخامس من التعليم الابتدائي قبل أن ينتقل إلى مدرسة جنين الثانوية التي قضى فيها خمس سنوات أولاها في الصف السادس الابتدائي وهو ختام المرحلة الابتدائية. ثم قضى أربع سنوات في المرحلة الثانوية حصل بعدها على شهادة الاجتياز الى التعليم العالي الفلسطيني (المترك) في الشهر السابع من عام 1951، وكانت رتبته الثاني في هذا الامتحان العام. وخلال السنة الأخيرة كان يستعد لامتحان موازٍ وهو مترك لندن حيث حصل على النجاح بمرتبة A قبل شهر تقريبا من حصوله على مترك فلسطين السابق ذكره. وقد أهَّلته رتبته المتقدمة في مترك فلسطين للحصول على بعثة للدراسة في جامعة القاهرة حيث التحق بكلية العلوم ليحصل بعد أربع سنوات على البكالوريوس (الدرجة الخاصة) في الكيمياء بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وهي درجة موازية للدرجة المقابلة في جامعة لندن
( الكلية الملكية Imperial College).
عمل في التدريس في مدارس وزارة المعارف ثلاث سنوات قبل أن ينتقل
ليتولى مهامه السابقة لكن أدى نشوب الحرب في عام 1967 إلى إنتقاله قسريّا إلى عمان حيث التحق بقسم الكيمياء في الجامعة الأُردنية مساعدا للتدريس، ليرشح للسفر إلى جامعة بريستول في بريطانيا للحصول على درجة الدكتوراة. لكن ذلك لم يقدر له أن يحصل بسبب ضآلة المخصصات التي كانت تقدمها الجامعة الأُردنية حيث لم تكن تكفي لإعالة أُسرته المكونة من زوجة وثلاثة أطفال. لذلك التحق بكلية البترول والمعادن في الظهران في المملكة العربية السعودية براتبٍ مجدٍ مكنه من إدخار مبلغ جيد كان سنداً له حين اضطرته الظروف السياسية مرة أُخرى إلى إنهاء هذه الفترة بعد عام واحد ليعود إلى الجامعة الاميريكية في بيروت ليحصل بعد عامين على درجة الدكتوراة في الكيمياء العضوية بتقدير ممتاز. ثم عمل بعدها لمدة عام بالتدريس في الجامعة نفسها.
بعد ذلك التحق بالجامعة الأُردنية في العام 1972 كأُستاذ مساعد وتدرج في مراتبها إلى درجة بروفيسور (أُستاذ)، وظل يعمل هناك إلى أن تقاعد في عام 2002.
وقد تنقل خلال هذه السنين في أربع من إجازات التفرغ العلمي
(Sabbatical leave) بين معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الإسراء في عمان وجامعة إيست أنجليا في بريطانيا والجامعة الهاشمية في الأُردن.
إلى كلية بير زيت حيث كان يقوم بتدريس الكيمياء في المرحلة الثانوية وفي المرحلة الجامعية التي كانت تؤهل مجتازها للالتحاق بالجامعة الأميريكية في بيروت. بعد سنتين من ذلك العمل التحق بشركة أرامكو
(في الظهران في المملكة العربية السعودية) لمدة عامين عاد بعدهما إلى الجامعة الأميريكية في بيروت للدراسات العليا حيث حصل في عام 1965 على درجة الماجيستير في الكيمياء بتقدير ممتاز. وكان قد عقد العزم على استكمال دراسته حيث حصل على قبول من جامعتين في الولايات المتحدة (مينوسوتا وبوسطن)، بالاضافة إلى جامعة في كندا (جامعة البيرتا)، لكن حيل بينه وبين تحقيق هذه الرغبة بسبب حرمانه لأسباب سياسية من الحصول على تصريح للدخول إلى الولايات المتحدة.
وخلال مدة دراسته في الجامعة الأميريكية في بيروت تقدم لامتحان يؤهل الناجحين فيه للدراسات العليا في الولايات المتحدة
Graduate Record Examination حيث حصل فيه على معدل استثنائي في مادة التخصص وهي 850 في حين كان 99% من المتقدمين للامتحان من بقاع العالم المختلفة قد حصلوا 760 أو أقل. بعد عرقله جهوده للدراسة في الخارج عاد الى كلية بير زيت
حين بدأ عمله في الجامعة الأُردنية كان يدور نقاش حول تدريس مواد العلوم ومنها الكيمياء باللغة العربية كما نص على ذلك القانون الذي نشأت بموجبه الجامعة، فانخرط في هذا الجدل الذي اتخذ صورة مقالات تتعارض حول عدد من القضايا. وكان من رأيه أن المهمة الأساسية لتحقيق الهدف الذي صار يشار إليه بتعبير تعريب العلوم هي إعداد الكتب الجيدة باللغة العربية بالترجمة والتأليف وأن تُنشأ لذلك مؤسسة خاصة مزودة بالأموال والخبرات وهو هدف لم يكن في المنظور القريب تحققه.
شعورا من الكاتب بضرورة إعداد مثل هذه الكتب العلمية خدمة لعملية التدريس بالعربية ولتيسير نشر الثقافة العلمية بين عموم الناس من غير ذوي التخصص، قام الاستاذ الدكتور جرار منفردا أو بمشاركة آخرين بإعداد عدد من هذه الكتب بالتأليف والترجمة وتولى عدد من دور النشر والمؤسسات الثقافية والجامعات مهمة نشر هذه الكتب لتوزع في أرجاء العالم العربي حيث ما زال الكثير منها يلقى انتشارا واسعا.
وتجري في الوقت الحاضر إعادة إصدار بعض هذه الكتب بحلَّة جديدة.
وايضا لديه العديد من المقالات العلمية .
26/02/2018 06:24 am 1,616