
** في ذكرى الإسراء والمعراج **
رتلي يا قدس آياتِ السّمـــــــاء واملئي الآفاق نورا وبهاءْ
فبأقصاكِ يؤمّ المصطفــــــــى رُسُلَ اللهِ الكرامَ الأصفياء
جاء من مكةَ من كعبتهــــــــا يصل الرّحْمَ بأرض الأنبياء
زُفتِ الكعبةُ للأقصــــى وذا قدّرُ اللهِ وقانـون الـسّـمـــاء
إنّـه وصـــلٌ ولافـصـــمَ لـــهُ فرباط اللهِ حقّ وقــضـــــاء
ليلة الإسرا ومعراج الرّســولْ شهدَت آياً عظاماً وعـطـــاء
كان فيها المصطفى ضيفاً على ربّه الرّحمنِ هل بعدُ سـنــاء ؟
أيّ قـرْبٍ نـالـه مـن ربّــــــــــهِ لم يـنـله مـَلـَكٌ, أوأنـبــيــــــاء
يا لهــا مـن رحـلــةٍ قـدْسـيــــّة أنـسـت الآلام فـاشـتـدّ الـولاء
ورأى المختار فـيهـا ما رأى لا تــمـاروه فـإنّ الله شــــــاء
خـالق الـكـون دعـاه لـيــــرى أنّ هذا الدّينَ دين الأقــويــــاء
كيف يعيا والّذي أوحى إلـيــه هو ربّ الكون والشركُ هـباء
أيّها الـمـخـتـارُ بلّـغ دعـــوةً لهدى النّاس إلى ربّ السّمـاء
دعوة الرّحمة والعزّ الفريـد دعوة الأمن وعـيّش الـسّعـداء
عدْتَ يا مختارُ مشحونَ القوى ومشيتَ الدّرْبَ والوحيُ لـــواء
آمَن الأطهارُ بالدّين الـقـويــم وغـدَوا للـدّيـن درعـاً ووقـــاء
حملوا الدّعوة والليلُ بـهـيـــم وظلامُ الكـفـر جـورٌ وبـــــلاء
طُورِدوا من عصبة الكفراللعين عُذّبوا ظلماً فما أجدى اعتـداء
بـعـد صـبـرٍ أذن اللهُ لـهــــــم أن يلوذوا بجناب الــنـّصَــراء
في سـبـيـل الله كانـت هـجـرة عمّ فيها الحـبّ بـيـن الأتـقـيـاء
وجدوا أنصارَهم خير حِمىً نزلوا فيهم نزولَ الخـلَـصـــاء
ورسـول الله لـبـّى دعـــــوة من إله الكون غَوْثِ الـحُـنـَفــاء
هاجر المختار والله لـــه خيرُ حامٍ من جيوش السّفـهـاء
سعد الصّديق في صحبته لـرسـول الله تـاج الأنـبـيــاء
ورأى مـن نـصـرة الله لـهُ ما رأى ، والله خير النّصراء
إيه يا يثربُ لـو حـدّثـتـِنــا عن طلوع البدر في أفق قبـاء
كنتَ يا مختارُ ذيّـاكَ السّنا بدّد الـظـلـماءَ في تلك الـجِـواء
ثمّ عمّ الـنّـورُ آفـاق الـدّنــا ورأى الـعـالـمُ نـور الـحـنـفـاء عـرفوا الإسلامَ ديـنـاً بانـيـاً لصروح الحقّ والعيش الرّخـاء
وبهـذا الـدّيـن عـزّت أمـــّة وبهـذا الـدّيـن كان الـعـظـمــــاء
********
ثمّ ضلّ القومُ من بـعـدهـمُ دبّـت الـفـتـنـة فـيـهـم والـوبـــاء
ذهبت ريحهمُ حتّى غدَوا كغـثاء السّيـل أو مـثـل الـهبـاء
فهمُ أُسْـدٌ عـلى بعـضـهـمُ وأمامَ الهُودِ مثل الـخـنـفـســـــاء
عشقوا الذّلَّ فيا ويلهـــمُ غُـصبت أرضـهـمُ دون عـنــاء
زال ما كان لهم من همّة صار لايـعـنـيـهـمُ إلاّ الـغذاء
فهمُ الأنعامُ لا عقلَ لهم يستـبـيـح الذّئـب منها ما يشـاء همجاً صاروا ولا دينَ لهم ثمّ أعـطـوا للعـدا أقــوى ولاء
ها هوَ الأقصى يقاسي محنة أيـن أهــلـوهُ يـلــبـّون الـنـّداء
أيـلـبّـي مـَن هـواهُ للـعـدا ؟ أيـلـبّـي مَن يـعـادي الحـنـفاء ؟
خسئوا ليس لهم مِن همّةٍ تـمنـع الأعـداءَ مِن شرّ اعتداء
غيرَ أنّ اللهَ ربّى عُـصْبـةً حمـلوا الـدّعـوة ظلـّوا الأوفياء
في سبيل الله باعوا أنفساً رفـضـت ذلاّ وسِلْمَ الـضّـعـفاء
عاهدوا اللهَ على صدّ العِدا عـن حـمى الإسلام ما كان ذِماء
فانصر اللهمّ جُندَ المصطفى واسحقِ الأعداءَ يا باني السّماء
***********
صالح محمّد جرّار
جنين - فلسطين
08/04/2018 07:35 am 1,225