#فارس_الليلة_السوداء

اسمي محمد بس الكل بناديني حموده ، من عرابة /جنين ..
كان عمري بس ١٨ سنة و كنت بالتوجيهي ، لا سائل عن دراسة ولا عن دوام ..
كان اكبر همي ، اثبت اني بقدر احِل أشرس كلب بالمنطقة ..
و كل يوم ييجي المدير او الاساتذة يشكوا لأبوي او لاخوي الكبير اني بضل حامل رصاص بشنتة المدرسة ..
كانت امي كل يوم تقعد فوق راسي و تقنعني ادرس ، و انا اجاوبها جوابي المُعتاد " الك الا أجبلك احلى شهادة " ..
كنت اجتماعي و محبوب بين شباب بلدي و عندي صحاب كثير و كل يوم نقعد ع الدوار الرئيسي الي عنا نستنى يمرق جيب اسرائيلي مشان نراجد عليه ، لانه بالانتفاضة الثانية كان متواجد بأول البلد معسكر اسمه دوثان ، و كانت تضل سياراتهم رايحة جاي .. 
بالـ٢٠٠٥ حاولنا انا و مجموعة من رفاقي نطلع من نطاق المراجدة و الحجار ، و ما نستناهم ليمرقوا ، احنا الي بدنا نصير نروحلهم
فقررنا ننزل ع منطقة قريبة من المعسكر و نطخ عليه .. و فعلاً بس عتمت العين نزلنا و طبقنا الي خططنا الو ، و زعزعنا أمنهم ، و قدرنا نهرب و نرجع كل واحد على حارته و طلعنا وقفنا بين الناس عملنا حالنا مستغربين ! من صوت الطخ و نسأل معهم ، شو كان هالصوت و من وين اجا ؟ 
عجبتنا الفكرة و راح الخوف منا ، صرنا اغلب الليالي ننزل و نعملها و نتمكن نهرب ..
بس ليلة السبت كانت غير ، كان تاريخها ٢٨/٥ عند الساعة ١١ تقريباً ، لبست اللبسة الجديدة الي كنت مشتريها من يومين انا و امي من نابلس ، و كالعادة نزلت انا و تنين من صحابي بيسارة أوبِيل لونها ابيض ، همي قاعدين قدام و انا ورا بالكرسي الخلفية ، وقفنا السيارة تقريباً على مسافة ١٠٠ متر من المعسكر و نزلت انا اول واحد من السيارة حملت سلاحي من نوع m16 و طخيت كم طلقة تجاه المعسكر بس ما بيَّن علينا اي حركة جوا المعسكر ولا طلع صوت انذار ، حسينا بهالوقت انه في اشي غلط بصير ، بعد بدقايق بسيطة اكتشفنا وقوعنا بكمين منهم و طلعولنا بأعداد كبيرة من بين الشجر ، تمكنوا انهم يصيبوا صحابي و يعتقلوهم 
بس انا تمكنت ابعد عنهم شوي ، حميت حالي ورا شجرة ، و خضت معهم اشتباك عنيف استمر لحد ما نفذت ذخيرتي ، و هون الكثرة غلبت الشجاعة ، و بلش الرصاص يدخل بأكثر من منطقة بجسمي بشكل عشوائي ، قربوا مني و اعتقلوني و انا مُقبِل و حطوني مع صحابي ..
بعد وقت قصير و بغيابنا عن الوعي ، صدر فيي حكم الإعدام .. نزلوني من سيارتهم و صفوا دمي ، اعدموني بـ٣٧ رصاصة نخرت كل جسدي ..
قرب الضابط مني و حط مسدسه براسي من الجهة اليمين و اطلق طلقته الأخيرة الي كتمت انفاسي .. 
 و هون اختارت روحي تكون عند الرفيق الأعلى و قدرت أجيب لأمي احلى شهادة مثل ما وعدتها ..
الذنب مكانش ذنبي ، انا شب صغير تربيت في بلد كلها مناضلين و في بيئة كل حكيها عن الوطن وتمجيد المقاومين ، و اسمع خراريف عن سيدي الي كان يحط الحجار بقمبازه و يرميها للشباب الي براجدوا و عن ايام السجن من عمامي ، ما قبلت اكون اقل من اخوي الاسير و اخوي التاني المطارد ..
اخترت اكون الفارس لليلة السودا و الشفيع لسبعين من أهلي ، و أسكن عند الحوريات .