
2020-04-17
24FM- هلا الزهيري- "نحن لا نعرف شيئاً" تقول سهى جرّار ابنة خالدة لـ 24FM، مضيفةً أنّ آخر ما وصلهم حول أمّها كان قبل أكثرَ من أسبوعين، عندما أُبلغوا بقرار إدارة سجون الاحتلال، السماح للأسيرات الاتصال بعائلاتهم لمدّة عشر دقائق، ومنذ ذلك الحين "ننط أنا وأبي على الهاتف كلّما رن" على حد تعبيرها.
تجربة المكالمة هذه؛ اختبروها خلال اعتقالٍ سابقٍ لخالدة جرّار، وف حينه سمح لها الاتصال بعائلتها، من مكتب داخل السجن وهي محاطة بالسجّانين، عقب الإعلان عن وفاة كنعان الرطروط والد خالدة عام 2017.
"خدي محرمة معك لمّا تتصلي فينا"
"الراديو" هو وسيلة التواصل الوحيدة بين خالدة جرّار وعائلتها، وهو اتصال باتجاه واحد، تحرص العائلة من خلاله على المشاركة كلّ يوم جمعة في برنامج "مراسيل" الذي يبثُّ عبر أثير شبكة أجيال الإذاعية، لنقل أخبارهم إلى جرّار وطمأنتها عليهم.
تقول سهى إنّها في آخر مشاركة بالبرنامج، تحدّثت بتفاصيل لدرجة أنها طلبت من والدتها أخذ "محرمة" معها في حال سمحوا لها بإجراء مكالمةٍ معهم، لتمسك بها سمّاعة الهاتف، كون طريق العدوى الوحيدة التي قد تنقل الفيروس للأسيرات والأسرى هي عبر السّجانين.
"أمي تعاني أمراضاً مزمنة وليست صغيرة بالسن، شعور عدم المعرفة والقلق هو أكثر ما نعيشه ولا أذكر آخر مرّة سمعت شيئاً عنها".
"الحجر والسجن" مقارنة ليست في مكانها
ترى سهى أن المقارنة بين ظروف الحجر والتباعد الاجتماعي التي فرضت بعد إعلان حالة الطوارئ، لا تقارن بأحوال الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ كون الحالة الأولى مؤقتة ويمكن التحكم بها ونُفّذت لأهداف ايجابية تخدم المجتمع وتضمن استقراره، أمّا الحالة الثانية فهي اضطهادٌ سياسيٌّ واجتماعيُّ وظروفها "ليست بيدنا" ولا ترتبط بشعورنا بالأمان.
تقول سهى إنها تعمل في مؤسّسة حقوقيّة، ورغم متابعتهم؛ الأخبار ما زالت مشوّشة ما يرفع حالة القلق "خاصة عندما يكون الشخص الأسير من الفئة المصنّفة "الأكثر تأثُّراً" في حال أصيبت بالفيروس".
وفي رسالتها لمناسبة يوم الأسير الفلسطينيّ تقول سهى؛ إن الأسرى غير منسيّين بل هم جزء من الحرب ضد هذا الوباء، "نفكّر بكم دائماً سواء كأفراد وكمؤسسات حقوقية وإذا لم نتمكن من منحكم عدالةَ تحريركم فإنا نبذلُ كلَّ جهدنا لتحصلوا على عدالة في موضوع الصّحة".
"زوج خالدة" أكثر تعريف يُشرّفني
هكذا أجاب غسّان جرّار عن سؤال 24FM حول المسمّى الذي يفضّل أن نعرّفه به في هذا التقرير.
يقول جرّار، لو كانت خالدة بيننا الآن؛ لوضعت برنامجاً، وراقبت مدى التزامنا به، للتأكد من اتّخاذنا كافّة تدابير الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.
وحول ظروف الأسيرات والأسرى في ظلّ الجائحة، يقول جرّار إن إجراءات مصلحة سجون الاحتلال عنوانها وقاية ومضمونها عقوبات جماعية، تتجلّى بعدّة مظاهر.
مضيفاً أنه وحسب المواثيق الدوليّة، يجب توفير مواد تنظيف ومعقّمات، ومضاعفة كميّتها في حال وجود أوبئة وهو الأمر الذي لم يتم، كما مُنعت الزيارات بما فيها للمحامين وقُلصت مدّة الفورة.
ويحرص في مداخلاته الأسبعيّة عبر برنامج الأسرى، قراءة أساليب الوقاية وكل ما يمكن أن يخدم الأسيرات من تدابير وقائيّة.
تفاصيل منسيّة
ولفت جرّار إلى أنّه ومع الانتقال الربيعي، الأسيرات بحاجة إلى ملابس مناسبة، يعجزون عن إيصالها لهنّ بسبب منع الزيارة، مشيراً إلى أنه يتابع مع الصليب الأحمر والجهات ذات العلاقة إمكانية توفير هذه الاحتياجات الملحّة حالياً، والتي يجب عدم إغفالها .
أحداث ٌ كثيرة تمر على العائلة في ظل غياب خالدة جرّار خلف القضبان، وهذه الصورة هي الوحيدة التي تجمعهم سويّا من عام 2017، بينما مرّ عيد الأم للمرة الخامسة على بناتها دون أن تكون بينهن.
18/04/2020 02:41 pm 1,419