.jpg)
كتب محمد بلاص من جريدة الايام:
ما إن تطأ قدماك معرض "شهيد وأسير" في بلدة برقين غرب جنين، حتى يتملكك شعور غريب ينقلك إلى عالم آخر مختلف مليء بالحزن وتسكنه أرواح الشهداء ممن ارتقوا وعذابات الاسرى الذين يتطلعون شوقا إلى فجر الحرية.
في هذا المكان، تجد الام والاخت والزوجة، وكل واحدة منهن تحمل قصة تكاد تتشابه في كثير من تفاصيله المؤلمة، فواحدة تقف بجانب صورة أخيرة البنها الشهيد وإلى جانبها مالبسه التي كان يرتديها لحظة استشهاده، وبعض من مقتنيات خاصة به لم يتبق سواها.
عندما تدخل المعرض، سرعان ما تأخذك عيناك إلى المواطنة ختام جرار "أم صهيب"، والدة الشهيد أحمد نصر جرار، حيث كانت تقف
في زاوية عرضت فيها مقتنيات ابنها الشهيد بجوار مقتنيات والده الشهيد، وهي مقتنيات عرضتها العائلة ألاول مرة أمام الجمهور
وبكلمات كانت تقطر ألما وحرقة، قالت جرار: "الكثير من زوار المعرض عندما يشاهدون المالبس التي كان يرتديها أحمد لحظة استشهاده، لا يتمالكون أنفسهم وتفيض أعينهم بالدموع، وآخرون لديهم يقين أن أحمد لم يستشهد، وذلك من شدة حبهم له، وخاصة أنه شكل نقلة نوعية وحالة فريدة في النضال مرحلة صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني". وتابعت بحزن وقد ارتسمت ابتسامتها المعهودة على جبينها
ال أعرف، تتملكني مشاعر وأحاس يس لم أشعر بها من قبل، وبشكل دائم أشعر بالفرح، وعندما تقترب دمعتي من النزول، تتراجع فورا، وفي أحيان أخرى لاأستطيع السيطرة على مشاعري". واتهمت سلطات الالحتلال الاسرائيلي، الشهيد جرار بالمسؤولية عن عملية مستوطنة "حفات جلعاد" قرب صرة غرب
نابلس، في التاسع من كانون الثاني الماضي، والتي أسفر عنها مقتل أحد حاخامات المستوطنين.
وتمكنت وحدة "يمام" الاسرائيلية الخاصة، من اغتيال الشهيد جرار داخل منزل مهجور تحصن فيه في بلدة اليامون غرب جنين، بعد مرور 21 يوما على مطاردة مكثفة ومستمرة كان جرار عنوانها الابرز.
ولم يكن المش هد مختلفا بالنس بة للمواطنة إيمان أبو الرب، والدة الشهيد أحمد عوض أبو الرب، من بلدة قباطية، والذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال هبة القدس الاخيرة. وقالت أبو الرب: "تفاعل الناس يؤكد لنا أن هذا الشعب لم ينس الشهداء ولازال يخطو خطاهم ويحافظ على تاريخهم ويخلد نضالاتهم".
وأردف ت هذه الام بكلمات حزينة: "كنت أش عر بحماسة كبيرة وأنا أدعو أمهات شهداء الهبة الاخيرة من قباطية وأساعد مشرفي المعرض، ولكن عندما بدأت بإخراج ملابس أحمد وبعض مقتنياته كنت أشعر بألم وفخر، ألم بأنني فقدت ابن ي الذي رزقني به الله بعد 14 سنة مع شقيقته الكبيرة والوحيدة، وفخر بأن هناك اهتمام بالشهداء وتاريخهم وقصص استشهادهم".




02/05/2018 09:25 am 2,479