والي عكا " احمد باشا الجزار " يستنجد بالشيخ يوسف الجرار و شيوخ عشائر جبل النار و جنين.

كان نابليون قد حاصر مدينة عكا مدة شهرين أو أكثر فأرسل أحمد باشا الجزار ، والي عكا حينذاك ، رسالة على شكل قصيدة من الشعر الشعبي يستنجد فيها بالحكام المحليين الذين كان من أشهرهم في ذلك الحين الشيخ " يوسف الجرار" الذي كان يلقب بسلطان البر ، وكان مركز سلطته بلدة " صانور " الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة جنين ، وعلى مسافة تقرب من العشرين كيلو مترا منها. وكانت رسالة الجزار إلى الشيخ الجرار قصيدة من نوع النظم الشعبي الذي كان يعرف بـ " القول" . وتعود هذه التسمية إلى أن الشعراء الشعبيين كانوا يفتتحون قصائدهم بقولهم : يقول ، أو ، قال فلان . وهذا النوع من القول اشتهر ، كما هو معروف ، في الأشعار المنسوبة إلى ، زعماء بني هلال ، مثلا، في القصص الشعبي الذي تحدث عن سيرتهم زمن اغترابهم إلى الشمال الإفريقي ..

أحمد باشا الجزار يستنجد بالشيخ يوسف الجرار...

على ما يقول المجاهد الذي فاض ما بو بـدمـع جـرى مـني على الوجنات
ولا يـخـلق الرحمن أفضل من النبي الـنـبـي الـهـاشـمي سيد السادات
يـا غـاديـا مـنـي عـلى صيدحية تـجِـدّ الـسـرى لا تـأمن السروات
ربـاعـيـة لاضـمّـهـا مـايل العبا تـسـبـق هـبـوب الـريح بالفلوات
تـهـدي هـداك الله خـذ لي رسالتي مـرقـومـة بـالـخـط من العبرات
اقـطـع بـهـا مـرج بن عامر وقبِّلْ تـلـفـي عـلـى بـلاد ٍ بها نخوات
تـلـفي على جينين مع رايق الضحى تـلـقـى بـها علالي وقصور مبنيات
طـق الـهـا بـالـسرع لا تأمن الونا قـبِّـلْ عـلـى صـانـور فيها وبات
تـلـقـى بـهـا سبع الفلا سيد الملا لـسـنـيـن الـغلا صيطو علينا فات
قـل له لا تحفظ الزلات يا طالب الثنا مـضـى الـذي مـضى زمانه وفات
وايش أخبرك عن علة ما نحصي عددها نـصـارى تـرى لـبـوسها اسكفات
أجـتنا الفرنساوي شبه الجراد والحصى سـلاطـيـن سـبـعة مع سبع كرات
يـعـهـدوا جـوامـعنا ويبنوا كنايس ويـدعـوا قـنـاديل الإسلام مطفيات
بـريـد مـنـكـم فـزعـة عـامرية يـوم الـوغـا مـا اتهاب من شوفات
تـنـطح كراديس الافرنج في جموعكم تـخـلـي عـيـون الـكفر مطفيات

----- 

ثم قام الشيخ يوسف الجرار( أبو داود) بالرد على رسالة الجزار بقصيدة من نفس النمط ، وفيها يستنهض همم مشايخ جبل نابلس متغاضيا عما كان بينه وبين بعضهم من عداء ، وقد نقلتها كما هي من نفس مصدر القصيدة الأولى :
قـال ابو داود من فؤاد مغرمات بـحـس بـقلبي لهيب اللاهبات
عـلـى مـكاتيب أجت من بعيد مـن افـنـدينا لفين أمير شمّات
فـضـيتهن انسر علي خاطري قـريـتهن نزلن دموعي ساكبات
مـلـت* الـكفار أجونا صايلين مـرادهم يدعوا الجوامع داثرات
يـا جـمـيل الستر لا حاط البلا يـا مـهـيمن انت رب الكائنات
آل طـوقـان اسـحبوا لسيوفكم واعـتلوا لسروجهن هل غاليات
آل الـنمر ها النمورة الكاسرات عـدلـوا صـفوفكم هل باسلات
مـحـمـد العثمان اجمع للرجال حـضر الأبطال من كل الجهات
احـمـد الـقاسم يا ليث جسور أنـت قيدوم الصفوف الماشيات
الـجـيوسي أسد في يوم الطراد حامي الزينات صور المحصنات
نـوض يا عطعوط لا تعطي ونا مـحتزم عالحرب في عكا بنات
احـمـد الـجابر يا ليث البطاح أسـد ثـابت في نهار الموزمات
وانت يا غازي وغازي المشركين بـيع روحك في مجال الصافنات
أولاد صـالح هل أسود الغانمين بـايـعـين ارواحهم هل غاليات
عـبد الهادي نوض لا تعطي ونا انـت كـسار الجموع الماشيات
يـا نـوابـلسه نوضوا اجمعين نوضت** العقبان من الجو خاويات
سـيـروا على عكا جميعا كلكم لازمـون الـشـر في عكا بنات
ودعـوا حـريـمـكم يا مسلمين كـلـنا اسلام على الدين الثبات
مـن قـتـل مـنـا فـهذا يومه مـن سـلم منا حظى بالفاخرات
والـطـموهم لطمة الزير العنيد مـثل عنتر في زمان الجاهلات
قـال ابـو داود من قلب شجيع مـا بقى على الحرب الا الثبات

المصدر من كتاب : " تاريخ جبل نابلس والبلقاء " لمؤلفه المرحوم إحسان الآغا النمر من مدينة نابلس.

و التالي صورة قديمة لقلعة و مقر ال الجرار في صانور جنين.