الحاج عبد الرحيم ابراهيم عوض اغا جرار "أبو جرير" عضو مجلس النواب الأردني لأربع دورات (ابان مجلس الضفتين) وعضو المجلس الوطني
ورئيس بلدية جنين في الفترة (1958 - 1959).
----------------------------------------
تقديم
زهدي رجا المنصور
٢٠١٨/١٠/٢٦ م : -
علم من بلدي :
من المواضيع المحببه لنفسيً والمنشطه لفكري ان أبادر ما استطعت بالكتابه عن قامات عاليه من بلدي جنين آلتي تميزت بالوداعه والجمال وبصدق واخلاص اَهلها الطيبين ..سواء عرفتهم عن قرب او ترددت سيرتهم على سمعي كما تناقل وتداول أخبارهم غيري،، ، ، ،،فانطبعت اطياف شخوصهم وذكراهم في مخيلتي وما تزال ،،،
وما ادعي بمعرفته عنهم هو النذر اليسير مما قد يعلمه غيري من بعض ابناء البلد عن هذه القامات التي لمعت أسمائها وتألقت شخصياتها في فضاء المنطقه كاعلام قياديه سياسيه او اجتماعيه او ادبيه او علميه تاركين لنا وللأجيال القادمه اثرا عظيما وسمعة طيبه عطره وبصمات راسخه سواء قي ارض الوطن او أينما حلت رحالهم في شتى انحاءالمعموره.
فمن الرجال القدوه الذي تشرفت بلقائه وبمعرفته وعن قرب خلال مراحل مختلفه من حياتي شخص مميز ، ،عرفته زعيما وطنيا ذو شعبيه كاسحه ورجل دوله من طراز رفيع،مثقف،مربي فاضل ، رياضي ومُحدَث لبق لا تمل حديثه ، ذو ذاكره قويه وقاده ،كريم ، نظيف اليد ، ناصع بياض القلب و طاهر السريرة واللسان ،يتفانى باخلاص لخدمة ابناء بلده ووطنه ..انه احد ابرز زعماء ووجهاء منطقة جنين وسليل عائلة آلِ جرار العريقه .. انه المرحوم....... . الحاج عبدالرحيم براهيم عِوَض آغا جرار
(ابو جرير) ً
توطدت علاقتي بالعم ابوجرير فعرفته اكثر من خلال زياراته المتكرره لكريمته السيده الفاضله عنان (ام حسان) في جده حيث كنت اعمل مع زوجها، فمكان عملي ومقر سكني بجوار سكنهم ..فكان يتحفني بصحبته اثناء زياراته المتكره لهم ، فيبهرني بذكرياته الغنيه بالعبر والحكم ممزوجة بخلاصة تجربة حياته العامره و الزاخره بالاحداث والأخبار والأسرار مع تعدد وتنوع المحطات..ربطته بالمرحوم والدي صداقه متينه وزماله عمل ناجحه لم ينسى كليهما دفئها ومتانتها دامت معهما طوال حياتهما..وأشكر الاخ والصديق العزيز جرير جرار لتزويدي بكم من المعلومات والمنشورات عن المرحوم والده تصلح كمادة لاصدار مجلد و سأحاول اختصارها مع ما لدي من معلومات عنه بقدر الامكان ...
ولد المرحوم عبدالرحبم جرار في قرية برقين قضاء مدينة جنين عام ١٩١٨ م.وبدا بتلقي دراسته الابتدائيه عام ١٩٢٤ في مدرسة القريه.وفي الحادية عشر من عمره انتقل الى جنين لإكمال الدراسه في مدرستها الابتدائيه واتخذ من بيت العائله الريفي في مزرعتهم بوادي برقين سكنا له.وكان من أساتذته آنذاك الشيخ فارس العورتاني من عنبتا والأستاذ نافع عزوقه من جنين رحمهما الله..كان من الطلبه المتفوقين ،لذا تم اختياره مع امثاله في المدارس الحكومية ليكملوا الصف الثالث والرابع الثانوي في الكليه العربيه بالقدس ثم ليتقدموا لامتحان مترك فلسطين فكان من الناجحين،،وكان لخطاب القاه باللغة الانجليزيه امام المندوب السمي البريطانيي اثناء حفل افتتاحه لمدرسة جنين ( لاحقا مدرسة حيفا الثانويه) حيث طلب الطالب عبدالرحيم جرّار في خطابه اضافة خمس دونمات من الاراضي المجاوره لارض المدرسه للعلوم الزراعية ولملعب رياضي .،فبادر السيد عارف عبد الرحمن الحاج حسن الحافي رئيس البلديه آنذاك ،وكانت الارض له ،بالتبرع مشكورا بها... ،وبعد إنهائه الدراسه بالقدس تم تعيينه مدرسا في مدينة نابلس ومن ثم في مدرسة جنين الثانويه مدرسا للغه العربيه والإنجليزية،عندما كانت هذه المدرسه العريقه مركز إشعاع تربوي وعلمي وثقافي لجنين ومنظقتها
عين ابو جرير رئيسا لبلدية جنين عام ١٩٥٨ و١٩٥٩ّم وقد ترأس قائمه انتخابيه للبلديه
لدورتين متتالتين مكتسحا مع قائمته أصوات الناخبين الا انه لم يعين رئيسا للبلديه لأمور ظرفيه شرحها لي رحمه الله ويعرفها معظم من عاصر أحداثها. ،كما انتخب باغلبيه كاسحه عضوا في البرلمان الاردني لاربع دورات متتالية (إبان مجلس الضفتين) ممثلا عن منطقة جنين،وفِي عام ١٩٥٦م. انتقل والعائله للعيش في الاردن حيث عين بوزارة الداخليه متصرفا لمدينة السلط ومن ثم محافظا لمدينة الكرك ووكيلا لوزارة الإنشاء والتعمير وعضوا في المجلس الوطني الاستشاري الاردني ممثلا عن منطقة جنين المحتلة .وكان رحمه الله عضوا في المجاس الوطني الفلسطيني لدورانه الثلاث في القدس والقاهرة وغزه..وقد منحه المغفور له جلالة الملك حسين طيب الله ثراه وسام الاستقلال من الدرجه الثانيه في ١٩٨٢/١/١٦م تقديرا لجهوده وحدماته المميزه في خدمة الوطن ..ولي شخصيا تجربه تستحق الاشاده والذكر مع العم ابو جرير تنم عن أصاله والتزام وعطاء الزعيم الشريف النقي الصادق صاحب المبادئ والمتفاني والمبادر للخدمه العامه دون ضجيج او انتظار المقابل ...
في منتصف السبعينات كنت اعمل معيدا واحضر للماجستير في احدى الجامعات السعوديه .وكان لي صديق وزميل فلسطيني من ابناء غزه الابيه يعمل أداريا في الجامعة . .،ويحمل وثيقة سفر مصريه كباقي اهل القطاع .. وكعادة أهالي غزه المجتهدين الطموحين المثابرين حاول مرارا الحصول على الجنسيه السعوديه ولكن العقبه الكاذاء كانت الجنسيه والوثيقه ..وأثناء حديثنا في احد الايام طلب مني ان كنت اعرف احدا في الاردن يساعده بالحصول على جواز سفر أردني ، فكتبت خطابا بسيطا موجها للعم ابو جرير راجيا ألمساعده ان أمكن .. و كان وقتهاوكيلا لوزارة الإنشاء والتعمير ،وما كان من زميلي الا السفر في اليوم التالي الى عمان متمنطقا بكتابي متجها الى مكتبه بالوزاره ليستقبله ابا جرير على الرحب والسعه.. ولما قرا الخطاب كما علمت منهما لاحقا، ساله مبتسما ومتعجبا ..لماذ أرسلك زهدي لي وليس الى خاله الذي كان ذَا حظوه وكلمة مسموعة عند اصحاب القرار.وهو المرحوم محمد كمال مؤسس ومديرعام التلفزيون الاردني آنذاك ،وأردف قائلا على كل فقد يكون حظك طيب !!فانا بالصدفه عندي اليوم موعد عمل مع رئيس الورزاء وكان وقتها دولة السيد مضر بدران.. وسأعرض عليه طلبك لعل وعسى ان يوفقني الله لخدمتك..وهكذا كانت إرادة الله بفضل جهود العم ابو جريروالذي تكللت بالنجاح ... وعاد زميلي الى جده بعد عدة ايام مزهوا فرحا وبجعبته كنز العمر.. جواز سفر أردني ومن خلاله حصل بعد أشهر قليله على الجنسيه السعوديه وهو الان من رجال الاعمال الناجحين هناك...وللتاريخ اذكر ...فكم من مره حضر بعدها ابو جرير الى جده ولَم يطلب مني ولو لمرة واحده ان نشعر هذا الشخص انه موجود بجده...الا اذا تم اللقاء بالصدفه..
هذا غيض من فيض مما تستوعبه هذه العجالة وانا متاكد انها لا تفيه حقه ولا تلقي الضوء الكافي على ملامح شخصية هذا الزعيم الوطني الملهم ،البارباهله والخادم المخلص لبلده وابنائها، ولقضية وطنه.. ولا تبرز الكثير من إنجازاته ومواقفه الوطنيه الصلبه وآلتي ذاع صيتها في البلاد يبن العباد... ،تاركا لغيري ان يكملوا ويضيفو ويسهبوا بما يفيه حقه من شكر وعرفان وتكريم ..وأهيب ببلدية جنين ان تخلد ذكراه بتسمية معلم من معالم جنين إلهامه على اسمه وهذا واجب عليهم ومطلب شعبي محق ومشروع.....
.توفي العم آبو جرير عن شيخوخة صالحه في مدينة عمان والتي احتضنته وضمها ثراها الطيب .عن عمر ناهز ٩٩ تسع وتسعون عاما بتاريخ ٢٠١١/٢/١٢م. رحمة الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته وجزاه الله خيرا عما قدمه في حياته يسجل و يخلد بمداد من ذهب....